النص الثامن : وأخرج في المصنف (١) بسنده عن أسلم قال : دخل عمر على أبي بكر وهو آخذ بلسانه ينضنضه ، فقال له عمر : الله الله يا خليفة رسول الله ، وهو يقول : هاه إنّ هذا أوردني الموارد (٢).
لقد وردت عدة أحاديث تندّد مفهوماً بالأمة ، وتصرّح منطوقاً بما سيلقى الإمام من جهد بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من تلك الأمة ، وألفاظها مختلفة مما يدلنا على اهتمام الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بابن عمه ، فهو إذ يخبره بما سيجري عليه من بعده ، وهو إذ يسلّيه أيضاً يعدّه لمواجهة الأحداث بصبر وثبات ، وهذا ما دلّ عليه جواب الإمام « في سلامة من ديني ».
فمن الأحاديث في هذا المعنى خبر الحدايق التي مرّ عليها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعه الإمام ، فيقول الإمام : « ما أحسن هذه » ويجيبه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ولك في الجنة أحسن منها » ، ثم اعتنقه وأجهش باكياً ، فقال علي عليهالسلام : « ما يبكيك يا رسول الله ؟ » ، فقال : « أبكي لضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك إلّا بعدي ، فقلت : في سلامة من ديني ؟ فقال : في سلامة من دينك ». ( أخرجه أبو يعلى في مسنده ، والحاكم في المستدرك ، والمحب الطبري في الرياض النضرة ، والهيثمي في مجمع الزوائد ، والخوارزمي في المناقب ، والحمويني في فرائد السمطين ، وابن أبي الحديد في شرح النهج ، والمتقي الهندي في كنز العمال ، والقندوزي في الينابيع ، وغيرهم ).
_____________________
١ ـ المصدر نفسه ١٤ : ٥٦٨.
٢ ـ وهذا أخرجه قبلاً في المصنف ٩ : ٦٦ كتاب الأدب ، وذكر في الهامش : أخرجه أبو نعيم في الحلية ١ : ٣٣ ، وأورده الهندي في كنز العمّال ٣ : ٤٧٨. أقول : وذكره غيرهم في تاريخ أبي بكر ، وحتى في بعض مصادر اللغة في مادة ( نضنض ) فراجع.