لِمَنْ فِي الْأَرْضِ ) (١). وتدعو أيضا ؛ لقوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ ) (٢).
ومنهم : « السفرة » بين الله جلّ وعلا وأنبيائه الذين بهم تكمّلت الهدايات ، وعرّفونا كيفيّات العبادة.
ومنهم : « الحفظة لنا » فقد روي عن سعد بن وهب عن أمير المؤمنين عليهالسلام :
إنّه ليس من عبد إلاّ وله من الله حافظ وواقية معه ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل أو يقع في بئر ، فإذا نزل القضاء خلّيا بينه وبين كلّ شيء (٣).
ومنهم : « حفظة أعمالنا » ؛ لقوله تعالى : ( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ * كِراماً كاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ ) (٤).
ووجهه في حصر العمل أمّا الخير ، فلأنّ المكلّف إذا علم أنّ عمله محفوظ غير مضيّع رغب في الاستزادة منه ، وأمّا الشرّ فلأنّه إذا علم أنّ عمله غير مفرّط فيه ولا مهمل كان ذلك صارفا له عن الدوام عليه ، أو الإكثار منه.
قوله : ( وفلك ).
أقول : الفلك أعمّ من السماء ؛ لأنّه شامل لها ولما عداها ، واسم السماء مختصّ بالسبع ، فحينئذ يمكن عود الفلك إلى ما عداها تفصّيا من التكرار ، فإنّ الأفلاك كثيرة كالفلكين العظيمين ، أعني فلك الثوابت ، والفلك الأطلس ، وكالأفلاك الثابتة لكلّ كوكب من السبعة ، وغيرها من فلك جو زهر القمر ، وفلكي عطارد اللذين أحدهما : الحامل والآخر : المدير ، إلى غير ذلك ، فإنّ جملة الفلك أربعة وعشرون فلكا ، ذكر ذلك الإمام الأعظم نصير الدين ( تغمّده الله برحمته وأسكنه بحبوحة جنّته ) (٥).
قوله : ( وخلق العقل الفارق به بين الصحيح والفاسد والحقّ والباطل ).
__________________
(١) الشورى (٤٢) : ٥.
(٢) الأحزاب (٣٣) : ٤٣.
(٣) الكافي ٢ : ٥٩ / ٨ باب فضل اليقين.
(٤) الانفطار (٨٢) : ١٠ ـ ١٢.
(٥) كشف المراد : ١٥٧.