المواضيع. واذا كان الوضع الاخلاقي في المحلة متدهوراً من ناحية علاقة الرجل بالمرأة ، فانه يضيف دروساً حول التغشي بين الذكور والاناث ووسائل منع الحمل. وهذه المواضيع المليئة بالاحصاءات تسلب الوقت المخصص للدروس الاساسية الواجب على الطالب تعلمها.
الخامس : ان مستويات المعلمين متدنية علمياً بسبب تدني الاجور التي يتقاضاها هؤلاء ، فلا يفكر الاذكياء والنابغون دخول معاهد اعداد المعلمين لانها لا تدر ربحاً في مجتمع يتنافس فيه الناس على جني اقصى ما يمكن جنيه من الارباح. حيث يوزن الانسان في المجتمع الرأسمالي بالمال ، فان كان غنيا منحه المجتمع تقديراً واجلالا ، وان كان فقيرا شارك المجتمع في احتقاره واهانته. ولما كان المعلم من الطبقة الوسطى ـ السفلى ، افتقد عندها الهالة التي ينبغي ان تحيط به وتجعله محط انظار الطلبة ومحط احترامهم. وهذا الامر في غاية الاهمية في عملية الارسال والاستلام بين الطلبة والاستاذ خلال مراحل التحصيل العلمي ، وافتقادها يعني اختلال عملية التحصيل.
السادس : التنافس على تحصيل اعلى الدرجات بين الطلبة ، وليس تحصيل الفهم كما ذكرنا ذلك سابقاً.
ومع ان هذه الاسباب جديرة بخفض المستوى العلمي لاية مدرسة كانت ، وفي اي مجتمع كان ، الا ان النظام السياسي والتشريعي يغمض عينيه ويدعي ان المشكلة في انخفاض المستوى العلمي للمدارس الرأسمالية يرجع سببه الى قضيتين ، الاولى : المناهج المدرسية ، والثانية : المدرسين. بمعنى ان علاج المشكلة التعليمية تتم عن طريق اصلاح المناهج الدراسية ورفع اجور المدرسين فقط. وهذا التوجه يخدم مصالح النظام الرأسمالي خدمة