الحضارة الحديثة ، وبالخصوص اطفال المجتمع الرأسمالي ، نابع من تناقض واضطراب دور البيت والمدرسة ، فيرى بعض علماء الاجتماع ان التأديب ليس من واجبات البيت ، بل هو من واجبات المدرسة. ويرى البعض الآخر ان من واجب المدرسة تقديم العلم للتلاميذ فحسب ، وليس من واجبها القيام مقام الاب او الام في تأديب الطفل ، وهذا الاضطراب في دور البيت والمدرسة تجاه تربية الطفل ، ادى الى ضعف النظام التعليمي الرأسمالي ، لان الطفل لم يلزم في الانصياع للتهذيب البيتي ، ولم يلزم لتحصيل العلم المدرسي.
الثاني : ان التغير المستمر في الوضع الاجتماعي الرأسمالي خصوصا على صعيد الانفصال العائلي والطلاق واجتماع الرجل والمرأة دون عقد زواج ، وكثرة الولادات غير الشرعية ، يؤدي الى عدم استقرار النظام العائلي الذي يعتبر ركيزة اساسية في تقدم الطفل في الميادين العلمية والاجتماعية.
الثالث : تأثير الاجهزة الاعلامية الحديثة على الاطفال ، حيث يسلب هذا الجهاز الصغير ذو الشاشة المرئية ، اهتمامات الاطفال في القراءة والكتابة والتحصيل مما يسبب انخفاضا في مستوى تفكير الطالب الذي لو توفرت له الفرصة دون وجود مثل هذا الجهاز لأبدع ونبغ في شتى المعارف.
الرابع : ان المناهج الدراسية للمدارس الابتدائية والثانوية مناهج واسعة وشاملة لمواضيع عديدة الا انها لا تمتلك عمقاً كافيا للنهوض بالمستوى التعليمي المأمول. اضف الى ذلك ان مجلس ادارة المدرسة يضيف المواد الدراسية التي يعتقد انها نافعة للطلبة في تلك المحلة. فاذا كانت المحلة مبتلية بمشاكل الخمور والمخدرات فان المجلس يضيف دروسا تتناول تلك