تساهم في شفاء الافراد من الامراض ، فان الدين ، يوجب تعلم هذه العلوم ، والتقدم في تطبيقها ، وتنفيذها لمعالجة الناس. اما اذا كان هدف العلوم اضرار الناس واتلاف محاصيلهم ومصالحهم ، كنشر السموم او تلويث البيئة بحيث يشكل ضررا على الافراد ، فانه يمنع ذلك ويحرمه ، كما ورد في حديث الامام جعفر بن محمد في تحريم العلوم التطبيقية التي تؤدي الى الفساد والضرر.
وربما يستفاد من مقتضى نص قوله تعالى في خطاب النبي صلىاللهعليهوآله : ( وَقُل رَبّي زِدني عِلماً ) (١) ، زيادة على ما قيل بأمر الله النبي صلىاللهعليهوآله بعدم التعجيل بقراءة القرآن وقت نزول الوحي ، ان الاسلام لم يقيد العلم بعلوم الدين بل اطلق عبارة العلم لتشمل كل العلوم التي تنفع الانسان في حياته العملية والدينية. ومنها علوم الطب والتمريض والهندسة والفيزياء والكيمياء والفلك والتربة والجغرافية والتربية التي تساهم جميعاً في تيسير حياة الانسان. لظهور النص القرآني واطلاقه اولاً ، وللنصوص الشرعية الاُخرى التي تعضد هذا الرأي ، ثانياً.
وربما نجد في حديث الامام موسى بن جعفر عليهالسلام ( ص ٤٦٤ ) ما يسند ، مع كونه مرسلاً ، الفكرة الاساسية للاسلام حول دور العقل في الحياة الاجتماعية. فلم يخلق العقل لمعرفة الصانع جل وعلى فحسب ، بل جُعل وسيلـة لتحصيل العلم الذي يؤدي الى منفعة الافراد وتسهيل امور حياتهم. ولم يقيد الشارع العلم بالعلم الديني فحسب ، بل اطلق معنى العلم ليشمل كل المنافع التي يستفيد منها الفرد في حياته الانسانية. فلم يهمل
__________________
(١) طه : ١١٤.