وحتى تستطيع المدرسة تطبيق نظامها وتسيير امورها بدقة لا بد لها من انشاء نظام محكم للسيطرة على سلوك الطلبة بالتأديب والتهذيب ، واشاعة اجواء الانسجام والتوافق بين التلاميذ والاساتذة ، والترغيب على التحصيل والاكتساب والتعلم. ولابد ان يكون توجه المدارس الابتدائية والمتوسطة منصبّاً على تعليم التلاميذ الاداب العامة ، والنظام ، والنظافة ، وحب الناس ، والطاعة بطرفيها ابتداءاً من طاعة الوالدين وانتهاءاً بطاعة الله سبحانه وتعالى.
واذا كانت المنافسة فقط ، في النظام التعليمي الرأسمالي ، الاصل في النجاح الاكاديمي ، فان النظام التعليمي الاسلامي يشجع التنافس على اساس العلم ، والتعاون على اساس الاخوة والمحبة والاجتماع. وعلة نجاح التنافس الاسلامي ، في عملية التعليم هو نزعة الانسان نحو تحقيق الكمال ضمن اطار التعاون الاجتماعي ، على عكس التنافس الذي تدعو اليه النظرية الرأسمالية والذي يهدف للحصول على الدرجات دون النظر الى مستوى التحصيل العلمي.
وعندها لا تمنح المدرسة الاسلامية العامة الافراد فرصة للتحصيل والاكتساب فحسب ، بل تساعدهم على تقويم سلوكهم وتصحيح دوافعهم عندما يقتحمون ساحة العمل في المجتمع الكبير. ولكن المدرسة وحدها لا تعمل المعجزات ، بل ان العائلة والمسجد يلعبان دوراً اساسياً في اسناد دور المدرسة في خلق جيل مبني على اسس العلم والاخلاق والعقل والفهم الاجتماعي. فيقوم الاب او الولي في العائلة الاسلامية بتهذيب الاولاد على اساس طاعة الكبير والتحنّن على الصغير ، وهو ما يوصل الطالب الى