ذلك الصرح الا بتضافر جهود الاجيال المتعاقبة ، باختصاصاتها المختلفة وابداعاتها المتنوعة في المساهمة في ذلك البناء.
وعلى صعيد نشر الثقافة العامة التي توحد توجهات المجتمع الفكرية ، فان المجتمعات الانسانية على الاغلب ، تتركب من اقليات عرقية ودينية متعددة تسكن ارضا واحدة. فلا يمكن توحيد توجهات هذه الاقليات ما لم يتم صهرها تحت سقف نظام تعليمي واحد. فقد نجح ، بادعاء النظرية التوفيقية ، النظام الرأسمالي في الولايات المتحدة في بناء شعب متكامل يتكلم اللغة الانكليزية ، بسبب استخدامه اسلوب التعليم الاجباري لابناء المهاجرين وابناء الهنود الحمر منذ القرن الثامن عشر الميلادي. ولكن النظام الطبقي في الهند فشل في فرض لغة اجبارية واحدة على النظام التعليمي ، لدولة تتكلم سبعمائة لغة مختلفة. مع العلم انه لو نجحت الهند كما نجحت امريكا ، لاثمر ذلك في توحيد البلاد ثقافيا وسياسيا واجتماعيا.
وعلى صعيد تطوير شخصية الفرد ، فان المدرسة تمنح الافراد فرصة تعلم المهارات المهنية التي تؤهلهم للاشتغال والاكتساب في مستقبل حياتهم. حيث تساهم هذه المدرسة في منح الافراد فرصة استخدام ما منحهم الخالق عز وجل من نعمة التفكير وطاقة كامنة للابداع والتطوير. ولكن المدرسة لا تضمن تخريج افرادا مثقفين بل انها تسعى لتفتيح عقولهم كما يساهم نسيم الربيع في تفتيح براعم الازهار. وذلك من خلال مساهمتها في تعريف الفرد بنفسه وبالعالم المحيط به.
وعلى صعيد تأهيل الافراد للعمل التخصصي ، تساهم المدرسة في