وقبل أن ينتهي ، فإنّ دعوى عدم تحقق ذات طبيعة الخط بعد في الخارج واضح البطلان والسخف وإن فرض أنّ شخص الوجود الحاصل بالخط يبقى عند تحقق حده وانّه ليس هناك وجودان في الخارج. والحاصل الامتثال يتحقق بأصل وجود الطبيعة في الخارج لا بوجودها الاستقلالي إذا كان الغرض مترتباً على ذاتها.
اللهم إلاّأن يقال بأنّ الامتثال أيضاً لا يستقل ويتشخص إلاّبتحقق الوجود الواحد فيكون امتثالاً واحداً لا أنّ قسماً منه امتثال وقسم منه وهو حده وما يتقوم به الأكثر ليس امتثالاً.
وإن شئت قلت : انّ وجود الغرض كوجود الطبيعة المحققة له لا يتحقق فرد منه في الخارج إلاّبتحقق وجود الطبيعة فإذا كان وجودها واحداً كان وجود الغرض واحداً أيضاً فالتخيير عقلي لا محالة.
ص ٤٢٠ قوله : ( وهذا الايراد لو تمّ بأن افترضنا ... ).
بل هنا جواب أولى وهو انّ الحدّ والخصوصية ليس فيه زيادة عنوانية ومفهومية ليلزم اللغوية وطلب الحاصل بل تعلّق الأمر بذات الجامع والطبيعة ـ طبيعي الخط ـ بنفسه يقتضي التخيير العقلي بين الأقل والأكثر.
وبعبارة اخرى : طلب ايجاد ذات الطبيعة يقتضي بنفسه التخيير بين الأقل والأكثر عقلاً ؛ لأنّ الأكثر بحده وجود وايجاد واحد وامتثال واحد للطبيعة لا أكثر ، فليست الاستقلالية في الوجود فيها مؤنة وقيد اضافي لمتعلق الأمر لكي يقال بأنّه ايجاب ضمني لغو لكونه تحصيلاً للحاصل.