ومصادرات على نطاق واسع وملحوظ ، ثم ينتقل بعد ذلك إلى آسيا الصغرى أو تركيا حيث يشير إليها من خلال ذكرِه لمناطق موجودة فيها ومن باب تسمية الكلّ باسم الجزء وليتوسّع في وصفه لما يراه من مستقبل هذه المنطقة.
وأرى أن لهذه الرباعية تعلقٌ بمصطفى كمال أتاتورك ( ١٨٨١ ـ ١٩٣٨ ) مؤسس تركيا الحديثة والذي امتدّت رئاستُه من سنة ١٩٢٣ إلى ١٩٣٨ وكان بالأصل ضابطاً في الجيش ثم عُيِّن قائداً لفرقةٍ عسكرية في سنة ١٩٢١ واسقط السلطنة العثمانية في الأوّل من تشرين ثاني ( نوڤمبر ) سنة ١٩٢٢ وتولى رئاسة الجمهورية التركية في السنة التالية.
وكانت ظروفُ إسقاط السلطان العثماني كالتالي ، فإن الدوله العثمانية كانت قد دخلت في تحالف مع الألمان ضد روسيا وحلفائها ( بريطانيا وفرنسا ) وذلك وفق معاهدةٍ سرّية كان قد وقّعها معهم وزيرُ الدفاع العثماني أنور باشا ، ولم يكن لكثيرٍ من رجال الدولة علمٌ بها ، وعلى كل حال فقد دخلت بذلك الدوله العثمانية في الحرب العالمية الأولى ولم يكن لجيشها كبيرُ خَطرٍ فيما عدا بعض المعارك وخصوصاً معركة [ غاريبالدي ] التي صَدَّ فيها الجيشُ العثماني قوةً عسكرية ضخمة من