البريطانيين والفرنسيين كان غرضُها هو فتح الطرق البحرية أمام القوات الروسية القيصرية عن طريق مضيق الدردنيل. وخسر رهانُ العثمانيين على ألمانيا بسقوطها في الحرب وانتصار قوات الحلفاء وكل ذلك كان على عهد السلطان محمد السادس ، وخرجت أرمينيا والدول العربية من السيطرة العثمانية وصارت اسطنبول والمضائق البحرية تحت سيطرة الحلفاء ، بل أن تركيا خسرت إستقلاليتها بالفعل. وهنا جاء دور البطل المغوار مصطفى كمال أتاتورك الذي أكمل الشوط وجعل السقوط العسكريَّ سقوطاً حضارياً تاماً وعلى مستوى رسمي وصارت تركيا لعبة بيد الغرب الصليبيّ ، وعلى يده وعلى يد أتباعه ثم تدمير البلاد وإفساد المجتمع التركيّ باسم الانعتاق من رواسب الماضي والالتحاق بركب الحضارة الغريبة ، وما زالت تركيا إلى يومنا هذا تئنُّ من آلام ضرباته الخبيثة التي أحالت الإنسانَ والمجتمعَ هناك إلى كيانات بدون هوّية فلا هي إسلامية ولا هي غريبة ولا هي أيّ شيء آخر وأنما هي كيانات ممسوخة معلَّقة في فضاء فارغ لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.
وهذا الذي أصاب تركيا هو الذي تشير إليه هذه الرباعية كظرف تأريخي خاص في ضمن ظرف أو حالة عامة تصيب كلَّ أصقاع آسيا وهو ما شهدته حقبةُ القرن