الكبرى التي سيكون فيها اندحار الاستكبار العالمي هو حوالي سنة ٢٠٠٠ ( كما سنرى فيما بعد ) فإنه يكون بذلك قد أتى بأمر عجب في رؤيته هذه ، لأنك إذا رجعت ١٣ سنة إلى الوراء من هذا الموعد ( أي سنة ٢٠٠٠ ) فإن التأريخ الذي سيحصل عندك هو سنة ١٩٨٧ وهي السنة التي عُقدت فيها قمة واشنطن بين الرئيس الأمريكي ريغان والرئيس الروسي غورباتشوف والتي وضعت نهاية للحرب الباردة بين الطرفين وآذنت ببداية عصر جديد من الصداقة والتحالف بينهما ، ثم تبعتها قمة ثانية في موسكو سنة ١٩٨٨ ثم قمة مالطا سنة ١٩٨٩ ثم قمة واشنطن سنة ١٩٩٠.
فهو إذاً إنما يقول بأن التحالف بين البلدين سيبدأ سنة ١٩٨٧ وهو ما حصل. فنحن إذا ما جمعنا بين النصوص التي يتنبأ فيها نوستردامس عن مستقبل هذا القرن نجد بأنه في الواقع قد ذكر تأريخاً محدداً لحصول هذا التحالف بين الدولتين المتصارعتين مثلما أنه وضع تأريخاً محدداً لنهاية سيطرتهما وحكومتهما العالمية ، ووجود هذا النوع من الترابط بالإضافة إلى دقّة لا بأس بها في توقعاته يجعلنا نطمئن أكثر إلى مصادقية الرجل في قدرته على رؤية مستقبل هذا القرن. وقد شاهدنا في تنبؤاته إلى حد الآن بأن سلطة هذين البلدين سوف