مصر إلى تونس ومن تونس إلى مصر ، وهو يتنبأ لها بالطرد وهو أمر يحتمل أموراً كثيرة ، فقد يكون طرداً حقيقياً وقد يكون طرداً معنوياً بمعنى العزل والأهمال. وعلى كل حال ففي رسالة نوستردامس إلى الملك هنري ثاني ملوك فرنسا والتي تضمنها كتاب نوستردامس يقول له في تنبؤ عن مستقبل العرب فيقول : ( والطائفة البربرية سوف تُبتَلى إبتلاءاً شديداً وتُطرَدُ وتُنفى من جانب بقية الأمم ) وهو توقّع صادق إلى درجة بعيدة لأن العربي اليوم لا يرى من الشرق والغرب غير الرفض والاستهجان الذي يصل إلى حد الاحتقار في كثير من الأحيان سواء في ذلك ما كان على مستوى تعاملهم مع الدول أو على مستوى تعاملهم مع الأفراد من أبناء هذه الأمة المتَبلاة الممتَحنة.
وفي السطر الثالث يبدو لي أنه ما زال في رؤيته العجيبة في المنطقة العربية فيقول بأن هناك قانونين واحد منهما وثني وذلك يعني ضمناً أن القانون الثاني توحيديّ يجعل من مسألة عبادة الله تعالى وحده لا شريك له هو المركز والبداية والنهاية في شأنه كله ، يكون فيه الحكم والأمر لله تعالى وتكون فيه الطاعة والخضوع لرب العباد وبارئهم وحده. ولا شك هنا أن القانون الوثني هو النظام السياسي والاجتماعي والعقائدي وبضمنه القضائي الذي