الفرس الذين كان على يدهم قتل أحد ملوك بلاد فارس القدماء والذي كان يدعى سمردس الكذّاب ونصّبوا بدلاً منه الملك داريوس الأول ، وبهذا فإنها تعطي معنى القائد أو الزعيم أو الرئيس الإيراني. وكما ذكرنا فإن هذا الأسلوب من إشاعة الألغاز والتعمية في كلامه هو مما درج عليه نوستردامس في نبوءاته من أجل أن لا يكتشف رجال محاكم التفتيش على وقته شيئاً من طبيعة ممارساته فيتهمونه بالسحر وتداوله حيث أن عقوبة مثل هذه التهمة هي الإعدام حرقاً بالنار.
إذن فنوستردامس يصرخ بكل من هو موجود في جنيڤ أن يخرج وأن يترك المدينة ، وقد رأينا أن جنيڤ هي مدينة عالمية وذات صبغة خاصة تجعل منها مقرّاً لإدارة شؤون أجزاء كبيرة أخرى من العالم ، فكأنه عندما صرخ وقال : ( كل واحد منكم ) فإنه يخاطب كل من أَلِف الجلوس على موائد المفاوضات والمحادثات فيها وليس أهلها ( بمعنى مواطنيها المحليين ) فقط ، ثم إنه يخبرهم بأن أيامهم الذهبية الرائقة سوف تتبدّل إلى أيام بؤس وشدّة وحديد سلاح وحرب. وقد أتى على ذكر زعيم إيرانيّ يقف الكثيرون من أهل جنيڤ وغيرها ضدّه ، ومن تراه يكون هذا الزعيم الإيراني غير آيه الله الخميني رحمه الله تعالى عليه ، وهو الذي صرخ في وجه الغرب