الأرض ، وإذا به يستحيل اليوم إلى صنفين ، صنفٌ من الوحوش دونها وحوش الفَلَوات قُدَّتْ قلوبهم من الصّخر أو ما هو أشد وأصلب ، وصنف من الحشرات التي لا قيمة لها ولا حُرمة والتي من حقّ الصنف الأول أن يسحقها بالأقدام وبدون كثير عناية أو تأمّل.
إن ملك الرعب هذاله قلب لا يعرف الرحمة ، قسوتُه مرعبة ، لا رحمة عنده لأحد. وكيف لك أن تتعامل مع من لا يعرف الرحمة إلاّ بضرب لا رحمة فيه ولا هوادة ؟! وهل يفلُّ الحديدَ إلا الحديد ؟! من الذي يرمي بملايين الأطنان من الحبوب والمراد الغذائية في البحر من أجل الحفاظ على أسعارها وإلى جواره الملايين من الأطفال الذين يموتون من الجوع موتاً ؟! أليس هو الغرب الذي يتباكى على حرية والأنسانية !! وما زال حيّاً أمامي مشهد ذلك الطيّار الأمريكي الذي كان قد عاد لتوّه من قصف مدينة بغداد في العراق في حرب الخليج الأخيرة في جملة أسراب الطائرات التي قصفت المدينة بملايين الأطنان من القنابل ، يتحدث أمام كاميرات المراسلين على أرض الجزيرة العربية وهو نشوان مسرور ويقول بأنهم دمروا كل شيء وأشعلوا النيران في كل مكان وبأنه كان يرى بغداد من طائرته مضاءةً بنيران قنابلهم في ظلام الليل الحالك وكأنها شجرة كرسمس ( شجرة عيد الميلاد