في أفخم القصور وأن أركب أفره السيارات وأن أكل ألذّ الطعام في صحون من ذهب إذا ما كنت من قوم لا يحترمهم أحد ولا يقيم لهم أحد وزناً وهم في الدنيا والآخرة من الخاسرين ، أي لذّة في عيش مترف كهذا وأنا منتهك العرض مهدور الكرامة ، أقبّل أيادي الجبابرة الطغاة الملطخين بدماء الملايين من بني الإنسان وامسّح أحذيتهم من أجل أن يعطوني حقاً غصبوه مني أو أتوسل إليهم أن يعترفوا بوجودي في هذا العالم وأن يعطوني وثيقة يعترفون فيها بقيمتي وبجدوى وجودي هذا. وما كان لأهل الغرب أن يفعلوا بنا ذلك كله بدون موافقتنا نحن وبدون مطاوعتنا لهم ، فنحن وأياهم كالإنسان مع الشيطان إذ دعاه إلى الشرك فأشرك وما كان عليه من سلطان إلا أن دعاه فاستجاب. لقد كنا للغرب عونا على أنفسنا ، بعناله أنفسنا وديننا ودنيانا وتطوّعنا أن نكون له عبيداً وخدماً ووضعنا القيود بأختيارنا في أيدينا وصرنا نرضى بشتى ألوان الأعذار والتبريرات ، فمرة الغرب هو القوة الغالبة وأن ما نحن فيه سنة طبيعية يتبع فيها المغلوبُ الغالبَ وينحني فيها المهزومُ للمنتصر فيخضع له ويجري على منواله. ومرة أننا يجب أن نقلّدهم ونجري على خطتهم في حياتهم وبموجب تصوراتهم عن العالم حتى نصير مثلهم في التقدم التكنولوجي والمدني والثقافي وآل الأمر إلى الأخذ بالقشور وترك اللباب