وخسرنا رهاننا هذا أو أنكشفت شبهتنا هذه لنا وتبيّن لنا بأن واحدنا إذا لم يحترم نفسه ولم يحترم عقله وقيّمه التي يدركها إدراكاً فطرياً فإنه لا يمكن له أن يرى الخير والسعادة لا في الدنيا ولا في الآخرة. ومع ذلك فإننا لم نفلت تماماً من شباك الشيطان الغربي وشراكه فقد نصب لنا فخاًّ جديداً إسمه الديمقراطية الغربية وأوهم العالم بأن تجربته الديمقراطية هي الحرية المنشودة بعينها ونصب من نفسه وبزعامة أمريكا حامياً وشرطياً للديمقراطية في كل أرجاء المعمورة ، وأن شئت فقل أنه الدين الجديد الذي بدأت أمريكا وأوروبا الغربية تبشّر به ويرفع انبياؤهما لواء الدعوة إليه وإلى النظام العالمي الجديد ، وصار هذا المبدأ هو أداته الجديدة في إسباغ الشرعية على إفساده في الأرض ولصوصيته وإذلاله للناس وإبادته للشعوب ، يقتل حرية الشعوب بإسم الحرية التي يدعو إليها تحت إسم الديمقراطية. وما هي إلاّ شبهة أحسن شياطين الغرب صياغتها. الديمقراطية الغربية ليست هي الحرية كما أن للحرية من الوسائل التي تعبّر بها عن نفسها ما هو أفضل بمئات المرات من الوسيلة التي عرفها الغربيون والتي أسموها بالدميقراطية. وفي الواقع فإن في ديمقراطية الغرب من الأستبداد ومن فرض آراء وتصورات وأهواء أنفار معدودين من المجتمع على مئات الملايين من أبنائه ما يجعل منها واحدة من أشنع صور الظلم