بالحديد من قمة رأسه إلى أخمص قدميه ، وتستعمل فيها رماح مسطحة النهايات يقارع بها بعضهم البعض الآخر في عرض للقوة والمهارة والکفاءة القتالية والفائز هو الذي يسقط خصمه من على سرج حصانه الذي يمتطيه وکانت أمثال هذه المباريات تقليد جار في أوروبا الغربية.
وکانت المناسبة خاصة للغاية ، إذ کانت هناک حفلة زواج مزدوج حيث کانت أخته ستتزوج من ملک أسبانيا ، وفي نفس الوقت کانت ابنته ستتزوج من ( دوق ساقوى ) وکان ذلک في صيف سنة (١٥٥٩) واستمرت المهرجانات لمدة ثلاثة أيام آنذاک وکانت المنازلات بين الفرسان جزء من مثل هذه الإحتفالات ، وشارک هذا الملک الفرنسي المذکور فيها.
وفي صباح ذلک اليوم من حزيران ( يونيه ) کان الملک يفوز المرة تلو الأخرى على من ينازله حتى حلّ منتصف النهار ، وکان الجو حاراً جداً فطلب منه أعوانه أن يکف عن القتال ولکنه أصر على الإستمرار ، وکان خصمه هذه المرة أحد قواد الحرس الشباب وتقارعا بالرماح ، ولکن الرمحين تکسرا ولم يسقط واحد منهما عن جواده. وأصر الملک على جولة ثانية معه ، ورمى کل واحد منهما برمحه المکسور واتسبدله برمح جديد ، ومرة ثانية تتکسر الرماح ولايقع واحد منها عن جواده. ويزداد إصرار الملک على الإستمرار رغم نصيحة حاشيته له ،