ويتهيأ لجولة ثالثة ، ويستبدل رمحه المکسور بآخر سليم ، ولکن غريمه قائد الحرس ينسى أن يستبدل رمحه المکسور فيبقى بيده ، وللرمح نهاية حادة قد تؤدي إلى مقتل غريمه وهو أمر لا تسمح به قوانين مثل هذه المنازلات ولهذا فإنهم يضعون محکّمين أو مراقبين ليلاحظوا حصول مثل هذه الأخطاء وعنئذ ينفخون في البوق للتنبيه على أن خطأ ما قد حصل ليتوقف الخصمان المتنافسان عن المباراة.
ويأخذ کل من المنتافسين موقعه في ساحة النزال ويعدو کل من الفارسين باتجاه الآخر ، ولکن لا أحد يسمع صوتاً للبوق ولا خبر من نافخة ، وعندئذٍ يدفع قائد الحرس برمحه ذي الطرف المکسور في صدر الملک فينزلق الرمح على درع الملک ويدفع بالجزء المتحرک من خوذته الذهبية اللامعة ويدخل عينه اليمنى ويخرج من أذنه.
ولا يخفى عليک ما يتلو أمثال هذه الجروح من ألم وعذاب وقد مات الملک بعد ذلک بأقل من شهر يوم ١٠ / ٧ / ١٥٥٩ وتحققت نبوءة نوستردامس بحذافيرها ، وقد أکسبه ذلک شهرة عريضة في فرنسا وجعل له مصداقية وأهمية في أوساط مجتمع کان يأخذ مسألة التنجيم مأخذاً جدياً ويحسب لأقوال المنجمين حسابها.