وأطلقوا على أنفسهم إسم مجلس النواب الوطني ، وبعد حوالي ثلاثة أشهر من ذلک الإجتماع انقضّت الجماهيرُ الهائجة على سجن الباستيل وعمّت ثورةُ الشعب على سادته کلَّ أنحاء فرنسا واتخذت شعارَ الحرية والمساواة الذي أعلنه مجلس النواب الوطني في وثيقة حقوق الإنسان ، وآل الأمر إلى ثورة دموّية سيطر فيها الإرهاب وتزعمّها عدد من البرجوازيين المعتدلين ، وقبضوا على الملک [ لويس السادس عشّر وعائلته وحاشيته وتمّ إعدامُ غالبيتهم فيما بعد ، کما أعطى مجلسُ النواب حقَّ التصويت لکلّ رجل بالغ وحاول الثوار ولعدة مرات إنشاءَ دولةٍ جمهورية يسودها الإستقرار لتمسک بزمام الأمور بعد أن عمّت حالة من الفوضى والإضرابات والمسيرات الجماهيرية وثوراتٌ ضدّ ثورات ، ولکنها کانت تفشل في کل مرة ، حتى انتهى الأمر بتکوين قنصلية أو نظام قنصلي [ Consulate ] على يد نابليون زعيمهم العسکري العظيم ، وهي سلطةٌ دکتاتورية تتکون من ثلاثة قناصل ( جمع قنصل ) يرأسها القنصل الأول الذي هو نابليون بونابرت نفسه.
وکان ذلک سنة ١٧٩٩ وتعتبر هي السنة التي انتهت فيها المرحلة التأريخية للثورة الفرنسية ، وقد خاضت فرنسا أثناء فترة ثورتها هذه عدةَ معارک ضد بريطانيا والنمسا.