صغيراً في الجيش وإذا به يصعد إلى هذا المقام الجديد ، مقام الإمبراطورية.
شجاعتهُ وبسالته في الحرب معروفة ، وسِعَةُ فتوحاتِه وغزواته التي کان يقودها هو بنفسه هي خيرُ شاهد على ذلک ، وفي نفس الوقت فقد عُرِف عنه جرأتهُ على الکنيسة الکاثوليکية وسلطتها في ( روما ) إذ أنّه ألقى القبض على البابا پايس السادس ( Pius ) وأخذه إلى فرنسا وأودعه السجنَ هناک سنة ١٧٩٨ أي قبل وصوله إلى سدّة الحکم في فرنسا. وبعد أن أعلن نفسه إمبراطوراً وإثر بعض الخلافات مع البابا ( پايس Pius السابع ) الذي جاء على کرسي البابوية بعد البابا المذکور أعلاه ، فإن نابليون ألقى القبض على هذا البابا وأودعه السجن واستولى على الولايات والمقاطعات التابعة للفاتيکان وضمَّها إلى نفسه ، فإذا کان هذا فعله بکبير الکنيسة فما ظنک به مع من هم دون مقام البابا.
ونوستردامس يستعمل التشبيه هنا فيأتي بصورة الماء الذي يدخل الإسفنجة فلا يبقى له جرم واضح وهو ما فعله نابليون برجال الدين حث امتصّ وجودَهم وتأثيرهم الإجتماعي الواسع وما عادوا إلى ما کانوا عليه في السابق.