كَبِيرُهُمْ هَٰذَا ) قال عليهالسلام : « والله ما فعله كبيرهم وما كذب إبراهيم ، فقيل : وكيف ذلك ؟ قال عليهالسلام : إنما قال : فعله كبيرهم هذا إن نطق ، وإن لم ينطق فلم يفعل كبيرهم هذا شيئاً » (١).
وسأل بعضهم من الإمام الصادق عليهالسلام عن قول الله عزّوجلّ في قصّة يوسف : ( أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ) فقال عليهالسلام : « إنّهم سرقوا يوسف من أبيه ، ألا ترى أنّه قال لهم حين قالوا : ( مَّاذَا تَفْقِدُونَ ) (٢) قال : ( نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ ) (٣) ولم يقل : ( سرقتم صواع الملك ) إنّما عنى : سرقتم يوسف من أبيه » (٤).
لم يترك المخطئون للأنبياء عليهمالسلام نبي الله يونس عليهالسلام بل وقفوا عنده مطلقين أقلامهم بغْية ارتكاب خطأ استحق على أثره لوم الباري وعتابه وهذا ما فهموه من قوله تعالى : ( فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ) (٥).
وزعموا أنّ هذه الآية تدلُّ على مخالفة يونس لربه وخروجه عن عصمته ، وذلك عندما ترك قومه وخرج مغاضباً دون إذن من ربّه فلامه الله على ذلك.
في بادئ الأمر لابدّ للباحث أن يتبيّن معنى مفردة ( لاَمَ ) ليقف موازناً ومعقباً على ما ذكره مفسرو الآية حسب اتجاهاتهم الفكرية ونزعاتهم
___________
(١) تفسير القمي ٢ : ٧٢.
(٢) سورة يوسف : ١٢ / ٧١.
(٣) سورة يوسف : ١٢ / ٧٢.
(٤) تفسير القمي ٢ : ١٨٥.
(٥) سورة الصافات : ٣٧ / ١٤٢.