أخذ « ابن المظفر » القراءة عن مشاهير القراء ، وفي مقدمتهم : « الحسين بن محمد بن حبش الدينوري ». تصدّر « ابن المظفر » لتعليم القرآن ، وذاع صيته بين الناس ، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان. ومن الذين قرءوا عليه : « أبو بكر الخياط ، والحسن بن محمد بن إبراهيم البغدادي ».
ومن شيوخ « أبي بكر الخياط » : « عبيد الله بن محمد بن أحمد ، أبو أحمد الفرضي » ، وهو من خير القراء ، ومن المحدثين ، المشهورين بالثقة ، والأمانة وجودة الضبط ، أثنى عليه الكثيرون ، وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » :
« كان « أبو أحمد » ثقة ، ورعا ، ديّنا ، حدثنا منصور بن عمر الفقيه ، قال : « اجتمعت فيه أدوات الرئاسة من علم ، وقراءة ، وإسناد ، وحالة متسعة في الدنيا ، وكان مع ذلك أورع الخلق ، كان يقرأ علينا الحديث بنفسه لم أر مثله » اهـ (١).
أخذ « أبو أحمد الفرضي » القراءة عن مشاهير القراء ، وفي مقدمتهم « أبو الحسن بن بويان ».
تصدر « أبو أحمد الفرضي » لتعليم القرآن ، وذاع صيته ، وأقبل عليه طلاب العلم ، يأخذون عنه ، وينهلون من علمه ، وقد أخذ عنه القراءة عرضا « الحسن ابن محمد البغدادي ».
وروى القراءة عنه سماعا « عبد الله بن محمد » شيخ الداني. كما سمع « أبو أحمد الفرضي » حديث الهادي البشير صلىاللهعليهوسلم من « القاضي المحاملي » و « يوسف ابن البهلول » وحضر مجلس « أبي بكر بن الأنباري » العلامة المشهور باللغة ، والقراءات ، وعلوم القرآن. توفي « أبو أحمد الفرضي » سنة ست وأربعمائة ، وله اثنتان وثمانون سنة. رحمهالله رحمة واسعة.
__________________
(١) انظر : غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٤٩١.