ومن شيوخ « أبي بكر الخياط » في القراءة : « أبو الحسن السوسنجردي » وهو من مشاهير القراء ، الثقات ، ولد سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. وأخذ القراءة عن عدد من العلماء ، وفي مقدمتهم : « زيد بن أبي بلال ، وعبد الواحد ابن أبي هاشم » وغيرهما.
تصدّر « أبو الحسن السوسنجردي » لتعليم القرآن ، واشتهر بجودة القراءة ، وحسن الأداء ، وأقبل عليه حفاظ القرآن ، وقراء القراءات ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو بكر الخياط ، ونصر بن عبد العزيز الفارسي » وغيرهما.
توفي « السوسنجردي » يوم الأربعاء لثلاث خلون من رجب سنة اثنتين وأربعمائة ، عن نيف وثمانين.
ومن شيوخ « أبي بكر الخياط » في القراءة : « عليّ بن أحمد بن عمر بن حفص أبو الحسن الحمامي ، وهو من مشاهير القراء ، وشيخ قراء العراق ، ومسند الآفاق ، ولد سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
أخذ « أبو الحسن الحمامي » القراءة عن مشاهير علماء عصره ، وفي مقدمتهم « أبو بكر النقاش ، وعلي بن محمد بن جعفر القلانسي » وغيرهما.
اشتهر « أبو الحسن الحمامي » بالثقة ، والضبط ، وحسن الأداء ، مما جعل العلماء يثنون عليه ، وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » : كان « أبو الحسن الحمّامي » صدوقا ، ديّنا ، فاضلا ، تفرّد بأسانيد القرآن وعلوّها (١).
وبعد أن اكتملت مواهب « أبي الحسن الحمامي » تصدر لتعليم القرآن ، وأقبل عليه المشتغلون بالقرآن ، ومن الذين قرءوا عليه : « أحمد بن الحسن بن اللحياني » وآخرون.
__________________
(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٥٢٢.