إنه سميع مجيب.
أخذ « أبو بكر الخياط » حديث الهادي البشير صلىاللهعليهوسلم عن خيرة علماء الحديث ، وفي هذا يقول « الحافظ الذهبي » : وسمع « أبو بكر الخياط » من « أبي الصلت المجبر ، وأبي عمر بن مهدي الفارسي » ومن في طبقتهما (١).
اشتهر « أبو بكر الخياط » بالثقة ، وكثرة العلم ، مما جعل العلماء يثنون عليه ، وفي هذا يقول « الحافظ الذهبي » : « وكان كبير القدر ، عديم النظير ، بصيرا بالقراءات ، صالحا ، عابدا ورعا ، بكاء ، قانتا ، خشن العيش ، فقيرا ، متعففا ، ثقة ، فقيها ، على مذهب الإمام أحمد » (٢).
تصدّر « أبو بكر الخياط » لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، وذاع صيته في الآفاق ، وتزاحم عليه الطلاب من كل مكان يأخذون عنه ، وينهلون من علمه ، ويقرءون عليه.
ومن الذين أخذوا عنه القراءة : « الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بن أحمد ابن محمد أبو عبد الله البارع البغدادي الدبّاس. وهو من مشاهير القراء ، ومن المؤلفين الأجلاء ، ولد سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
احتل « أبو عبد الله البارع » منزلة رفيعة ، ومكانة سامية بين العلماء مما جعلهم يثنون عليه ، وفي هذا يقول « ابن الجزري » : هو مقرئ صالح ، وأديب مفلق ، صاحب رواية كتاب « الشمس النيّرة في التسعة الشهيرة » ألّفه له « أبو محمد سبط الخياط » (٣).
أخذ « أبو عبد الله البارع » القراءة عن خيرة العلماء ، وفي مقدمتهم « أبو
__________________
(١) انظر : معرفة القراء ج ١ ، ص ٤٢٦.
(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٤٢٧.
(٣) انظر : غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ، ص ٢٥١.