محمد بن أبي زيد » اهـ (١).
احتل « عبد الرحمن الخزرجي » مكانة سامية ، ومنزلة رفيعة ، مما استوجب ثناء العلماء عليه ، وفي هذا يقول « أبو عمر أحمد بن مهدي » : كان « عبد الرحمن الخزرجي » من أهل العلم بالقراءات ، حافظا للخلاف ، مجوّدا للأداء ، بصيرا بالنحو ، مع الخير ، والحال الحسن. اهـ (٢).
تصدّر « عبد الرحمن الخزرجي » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة وصحة القراءة وأقبل عليه حفاظ القرآن من كل مكان يأخذون عنه ، وفي هذا يقول « الحافظ الذهبي » : « وأقرأ الناس دهرا في مسجد بقرطبة ، وفي الجامع ، وقرأ عليه « يحيى بن إبراهيم بن أبي زيد ، أبو الحسن اللواتي المرسي المعروف بابن البيّاز ، صاحب كتاب « النبذ النامية » شيخ الأندلس ، وهو إمام كبير. قرأ على « عبد الرحمن الخزرجي » وأبي عمرو الداني ، وأبي عمر أحمد بن محمد الطلمنكي ، ومكي بن أبي طالب ، وعبد الجبار الطرسوسي بمصر ، وقيل : لم يقرأ عليه القرآن ، وإنما سمع الحروف ».
تصدّر « ابن البياز » لتعليم القرآن ، وتتلمذ عليه الكثيرون وفي مقدمتهم : « أبو الحسن عليّ بن أحمد بن الباذش ، ومحمد بن الحسن بن غلام الفرس ، وعليّ بن عبد الله بن ثابت ، وسليمان بن يحيى ، وعيسى بن حزم الغافقي ، وسمع كتاب « التلقين » ، من مؤلفه « القاضي عبد الوهاب ».
توفي « ابن البياز » في ثالث المحرّم سنة ست وتسعين وأربعمائة وله تسعون سنة.
وقال « ابن الجزري » : قرأ على « عبد الرحمن الخزرجي » : « خلف بن
__________________
(١) انظر معرفة القراء الكبار للذهبي ج ١ ، ص ٤١٠.
(٢) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ، ص ٤١٠.