عرضا « الحسن بن محمد البغدادي ، ونصر بن عبد العزيز الفارسي ، والحسن بن علي العطّار ، ومحمد بن علي الخياط ، وأبو علي غلام الهراس ، وعلي بن الحسين ابن زكريا الطريثيثي ، وأبو الحسن علي بن محمد الخياط ، وعبد الرحمن بن أحمد الرازي ، وروى القراءة عنه سماعا : عبد الله بن محمد شيخ الداني ، وأعلى ما وقعت رواية قالون من طريقة » (١).
وصف « عبيد الله بن مهران » بعدة صفات حميدة منها : شدّة إخلاصه ، وحبه لتعليم القرآن دون أن يأخذ على ذلك أجرا من أحد ، لأنه كان يدخر ذلك العمل عند الله تعالى.
ومما يدل على ذلك الحادثة التالية : يقول « الخطيب البغدادي » : كتب « أبو حامد » مع رجل من « خراسان » كتابا إلى « عبيد الله بن مهران » يشفع له أن يأخذ عليه القرآن ، فظن « عبيد الله » أنها مسألة قد استفتي فيها ، فلما قرأ الكتاب غضب ورماه من يده ، وقال : أنا لا أقرئ القرآن بشفاعة.
ثم يقول « البغدادي » : حدثني « أبو القاسم منصور بن عمر الفقيه الكوفي قال : لم أر في الشيوخ من يعلم العلم لله خالصا لا يشوبه بشيء من الدنيا غير « أبي أحمد الفرضي » بأنه كان يكره أدنى سبب حتى المديح لأجل العلم قال :
وكان قد اجتمعت فيه أدوات الرئاسة من علم ، وقرآن ، وإسناد وحالة متسعة في الدنيا ، وغير ذلك من الأسباب التي يداخل بمثلها السلطان ، وتناول بها الدنيا ، وكان مع ذلك أروع الخلق ، وكان يبتدئ كل يوم بتدريس القرآن ، ويحضر عنده الشيخ الكبير ذو الهيئة ، فيقدم عليه الحدث لأجل سبقه ، وإذا فرغ من إقراء القرآن تولى قراءة الحديث علينا بنفسه ، فلا يزال كذلك حتى تستنفد قوته ، ويبلغ النهاية من جهده في القراءة ثم يضع الكتاب من يده ، فحينئذ يقطع المجلس وينصرف ، وكنت أجالسه فأطيل القعود معه ، وهو على
__________________
(١) انظر طبقات القراء ج ١ ، ص ٤٩١.