حالة واحدة لا يتحرك ، ولا يعبث بشيء من أعضائه ، ولا يغير شيئا من هيئته حتى أفارقه ، وبلغني أنه كان يجلس مع أهله على هذا الوصف ، ولم أر في الشيوخ مثله (١).
ومن صفاته ايضا : شدة إمعان النظر ، والتفكر في مخلوقات الله تعالى يقول « الخطيب البغدادي » حدثني « عيسى بن أحمد الهمداني » قال : سمعت « عليّ ابن عبد الواحد بن مهدي » يقول : اختلفت إلى « أبي أحمد الفرضي » ثلاث عشرة سنة ، لم أره ضحك فيها » (٢). احتلّ « عبيد الله بن مهران » مكانة سامية واشتهر بالصدق والخوف من الله تعالى ، والاقبال على طاعة الله تعالى ، مما استوجب ثناء العلماء عليه ، وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » :
كان « عبيد الله بن مهران » ثقة ، صادقا ، دينا ، ورعا ، ثم يقول : سمعت « العتيقي » ذكره فقال : ثقة مأمون ، ما رأينا مثله في معناه ، وسمعت « الأزهري » ذكره فقال : كان إماما من الأئمة (٣).
وقال الإمام « ابن الجزري » : « أبو أحمد الفرضي إمام كبير ثقة ورع » (٤).
مما هو ثابت أن الجزاء من جنس العمل ، وصدق الله حيث قال : ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) (٥).
ويفوح من سيرة « عبيد الله بن مهران » رائحة طيبة عطرة هي رائحة تمسكه بتعاليم الإسلام ، إذا فمن كان كذلك فإن الله سبحانه وتعالى سيتفضل
__________________
(١) انظر تاريخ بغداد ج ١٠ ، ص ٣٨١.
(٢) انظر تاريخ بغداد ج ١٠ ، ص ٣٨٠.
(٣) انظر تاريخ بغداد ج ١٠ ، ص ٣٨٠.
(٤) انظر طبقات القراء ج ١ ، ص ٤٩١.
(٥) سورة النحل الآية ٣٢.