من الشعر دون الحديث بضع وثلاثون ، وفي العلوم غير الحديث نحو الثلاثين.
وقد جمع كل أساتذته كل من « النجم بن فهد ، والحافظ بن حجر ». واستقرّ بحلب ، ولما هاجمها « تيمور لنك » طلع بكتبه إلى القلعة ، فلما دخل البلد وسلبوا الناس كان فيمن سلب حتى لم يبق معه شيء ، ثم أسروه وبقي معهم ، إلى أن رحلوا إلى « دمشق » فأطلق سراحه ، ورجع إلى بلده.
وقد اجتهد « إبراهيم بن محمد » في الحديث اجتهادا كبيرا ، وسمع العالي ، والنازل ، وقرأ البخاري أكثر من ستين مرّة ، ومسلما نحو العشرين.
واشتغل بالتصنيف : فكتب تعليقا لطيفا على سنن « ابن ماجة » وشرحا مختصرا على البخاري سماه : « التلقيح لفهم قارئ الصحيح » وهو في أربعة مجلدات. و « المقتضى في ضبط ألفاظ الشفا » في مجلّد. و « نور النبراس على سيرة ابن سيّد الناس » في مجلدين. وكتاب « التيسير على ألفية العراقي » وشرحها مع زيادة أبيات غير مستغنى عنها. وكتاب « نهاية السول في رواة الستة الأصول » في مجلد ضخم ، وكتاب « الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث » في مجلد. وكتاب « التبيين لأسماء المدلسين » في كراستين.
قال « السخاوي » : كان « إبراهيم بن محمد » إماما ، علامة ، حافظا خيّرا ، ديّنا ، ورعا ، متواضعا ، وافر العقل ، حسن الأخلاق ، متخلقا بجميل الصفات ، جميل العشرة ، محبّا للحديث وأهله ، كثير النصح والمحبة لأصحابه ، ساكنا متعففا عن التردد إلى بني الدنيا ، قانعا باليسير ، طارحا للتكلف ، رأسا في العبادة والزهد والورع ، مديم الصيام والقيام ، سهلا في التحدث ، كثير الانصاف والبشر لمن يقصده للأخذ عنه خصوصا الغرباء ، مواظبا على الاشتغال ، والاقبال على القراءة بنفسه ، حافظا لكتاب الله ، كثير التلاوة له ، صبورا على الإسماع ، ربما أسمع اليوم كاملا من غير ملل ولا ضجر ، عرض