رحمه الله رحمة واسعة.
كما رحل « أبو علي غلام الهرّاس » إلى « البصرة » للأخذ عن قرّائها ، ومن الذين أخذوا عنهم القراءة : « علي بن محمد بن علاّن بن الحسن ، أبو الحسين البصري » ، المقرئ ، وهو من مشاهير علماء القراءات ، ومن الثقات ، أخذ القراءة عن « عبد الله بن عبدان ». ثم تصدّر للقراءة ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة عرضا « أبو علي غلام الهرّاس ».
كما رحل « أبو علي غلام الهرّاس » إلى « مكة المكرمة » للأخذ عن قرّائها ، ومن الذين قرأ عليهم : « محمد بن الحسين بن محمد أبو عبد الله الكارزيني » بفتح الكاف ، والراء ، وكسر الزاي ، وهي نسبة إلى « كارزين » وهي من بلاد فارس ، بنواحيها مما يلي البحر (١).
وهو إمام مقرئ مشهور ، انفرد بعلو الإسناد في وقته.
أخذ حروف القراءات عن مشاهير العلماء ، وفي مقدمتهم : « الحسن بن سعيد المطوعي » يقول « ابن الجزري » : وهو آخر من قرأ عليه. وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن والقراءات ، واشتهر بالثقة ، وصحة القراءة ، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه « أبو علي غلام الهرّاس ».
لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاته ، إلا أن « الحافظ الذهبي » قال : « أبو عبد الله الكارزيني » مسند القرّاء في زمانه ، تنقّل في البلاد ، وجاور بمكة ، وعاش تسعين سنة ، أو دونها ، لا أعلم متى توفي ، إلا أنه كان حيا في سنة أربعين وأربعمائة ، سألت الإمام « أبا حيان » عنه فكتب إليّ ، إمام مشهور لا يسأل عن مثله (٢).
__________________
(١) انظر : الأنساب للسمعاني ج ٥ ، ص ١٢.
(٢) انظر : غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ، ص ١٣٣.