وقصده الطلبة لحذقه ، وبصره بالفنّ (١).
أخذ « المبارك بن الحسين » القراءة عن مشاهير علماء عصره ، وفي مقدمتهم : « أبو علي غلام الهرّاس ، وأبو بكر محمد بن الخياط » ، وغيرهما كثير.
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن ، وذاع صيته بين الناس وأقبل عليه الطلاب ، ينهلون من علمه ، ويأخذون عنه ، ومن الذين قرءوا عليه : « المبارك بن أحمد بن الناعورة ».
توفي « المبارك بن الحسين » سنة عشر وخمسمائة ، رحمهالله رحمة واسعة.
وهكذا أدّى « أبو علي غلام الهرّاس » رسالته ، وقضى حياته متجوّلا في المدن ، والقرى ، من أجل الوقوف على قراءات القرآن ، وأخذ عن الشيوخ الكبار ، وعلا سنده ، وبعد صيته ، ثم توج حياته ، وختمها بأفضل ما يكون ، إذ جلس لتعليم كتاب الله تعالى ، فكان ممن قال فيهم الهادي البشير صلىاللهعليهوسلم « خيركم من تعلم القرآن وعلّمه ».
وظل رحمهالله تعالى على ذلك حتى وافاه الأجل المحتوم يوم الجمعة سابع جمادى الأولى سنة ثمان وستين وأربعمائة على الصحيح. رحمه الله رحمة واسعة ، إنه سميع مجيب.
__________________
(١) انظر : غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ، ص ٤٠.