وأجاز له الحافظان : « المزّي ، والذهبي » وابن نباتة ، وآخرون وحج مع والده سنة أربعين وسبعمائة ، ثم بمفرده بعدها ، وزار بيت المقدس.
وأذن له الأئمة بالافتاء ، والتدريس ، وعظمه أجلاء شيوخه ، مثل « أبي حيان ، والأصبهاني ».
وناب في الحكم عن صهره : « ابن عقيل » واستقرّ بعده في التدريس بجامع « عمرو بن العاص » بالقاهرة.
وكان يدرس التفسير بجامع « ابن طولون ». وولي إفتاء دار العدل رفيقا للبهاء السبكي ، ثم قضاء الشام في سنة تسع وستين ، عوضا عن « التاج السبكي » فباشره دون السنة.
ودخل « حلب » في سنة ثلاث وتسعين صحبة « الظاهر برقوق » واشتغل بها ، وعيّن لقضاء مصر غير مرة ، وشاع ذكره في الممالك قديما وحديثا ، وعظمه الأكابر فمن دونهم.
احتلّ « عمرو بن رسلان » بعلمه مكانة سامية بين الجميع مما جعل العلماء يثنون عليه ، ومما كتبه عنه « أبو حيان » قوله : « صار عمر بن رسلان إماما ينتفع به في الفنّ العربي مع ما منحه الله من علمه بالشريعة المحمدية بحيث نال في الفقه وأصوله الرتبة العليا ، وتأهل للتدريس ، والقضاء ، والفتيا » (١).
وقال « البرهان الحلبي » : « رأيته رجلا فريد دهره ، لم تر عيناي أحفظ منه للفقه ، وأحاديث الأحكام ، وقد حضرت دروسه مرارا وهو يقرئ في مختصر مسلم للقرطبي ، ويقرئه عليه شخص مالكي ، ويحضر عنده فقهاء المذاهب الأربعة ، فيتكلم على الحديث الواحد من بكرة إلى قريب الظهر ، وربما أذّن
__________________
(١) انظر الضوء اللامع ج ٥ ، ص ٨٦.