الظهر ولم يفرغ من الحديث » (١).
ويعقب العلامة الشوكاني على هذا الخبر بقوله : « وهذا تبحر عظيم ، وتوسع باهر فإن استغراق هذا الوقت الطويل في الكلام على حديث واحد يتحصل منه كراريس ، وقد كان وقع الاتفاق على أنه أحفظ أهل عصره ، وأوسعهم معارف ، وأكثرهم علوما ، ومع هذا فكان يتعانى نظم الشعر فيأتي بما يستحي منه ، بل قد لا يقيم وزنه ، والكمال لله وحده » اهـ (٢).
وقال « الشمس محمد بن عبد الرحمن العثماني » قاضي صفد في طبقاته : « عمر بن رسلان ، شيخ الوقت ، وإمامه ، وحجته ، انتهت إليه مشيخة الفقه في وقته ، وعلمه كالبحر الزاخر ، ولسانه أفحم الأوائل والأواخر » اهـ (٣).
وقال « الإمام الشوكاني » : أثنى عليه أكابر شيوخه ، قال « ابن حجّي » كان احفظ الناس لمذهب الشافعي ، واشتهر بذلك وشيوخه موجودون ، قدم علينا دمشق قاضيا وهو كهل فبهر الناس بحفظه ، وحسن عبارته ، وجودة معرفته ، وخضع له الشيوخ في ذلك الوقت ، واعترفوا بفضله ، ثم بعد ذلك رجع إلى القاهرة ، وتصدر للفتيا ، فكان معول الناس عليه في ذلك ، وكثرت طلبته فنفعوا ، وأفتوا ، ودرّسوا ، وصاروا شيوخ بلادهم ، وهو حيّ ، وله نظم وسط ، وتصانيف كثيرة لم تتمّ. يبتدئ كتابا ، فيصنف منه قطعة ثم يتركه ، وقلمه لا يشبه لسانه » اهـ (٤).
وقال « شمس الدين السخاوي » : وقال شيخنا في مشيخة البرهان : إنه استمرّ مقبلا على الاشتغال متفرغا للتدريس والفتوى إلى أن عمّر وتفرّد ، ولم
__________________
(١) انظر البدر الطالع ج ١ ، ص ٥٠٧.
(٢) انظر البدر الطالع ج ١ ، ص ٥٠٧.
(٣) انظر الضوء اللامع ج ٥ ، ص ٥٦.
(٤) انظر البدر الطالع ج ١ ، ص ٥٠٦.