وهي إذ ذاك غاصة بالفضلاء ، فأقروا له بالتقدم في العلوم ، ولم ينازعه واحد منهم في منطوق ولا مفهوم (١).
وقال « التقي الفاسي » : كان « عمر بن رسلان » واسع المعرفة بالفقه والحديث ، وغيرهما ، موصوفا بالاجتهاد.
وممن ترجمه « ابن خطيب الناصرية ، وابن قاضي شهبة ، والمقريزي ». وحكى العلاء البخاري ، فيما سمعه منه « العز السنباطي » قال : قدم علينا من أخذ عن « البلقيني » فسألناه عنه فقال : هو في الفقه وكذا في الحديث بحر ، وفي التفسير أيضا على طريقة « البغوي » وسألناه عنه في العقليات فقال : يقرئ تفسير « البيضاوي » للمبتدئ ، والمتوسط ، ولا يخرج عن عهدته للمنتهي (٢).
وحكى « البساطي » عن شيخه « قنبر » أنه قال : ما جلست بمصر للإقراء حتى درت على حلق مشايخها كلهم ، حتى « الخولاني » فلم أر فيهم مثل « البلقيني » في الحفظ.
وقال « شمس الدين السخاوي » : وفي كلام « الوليّ العراقي » في أواخر شرحه لجمع الجوامع ما يشير لأن « عمر بن رسلان » مجتهد ، أو كونه هو والتقيّ السبكي طبقة واحدة ، وكان في صفاء الخاطر ، وسلامة الصدر بمكان بحيث يحكى عنه ما يفوق الوصف ، وقيامه في إزالة المنكر شهير ، وردعه لمن يخوض فيما لا يليق مستفيض ، وكان يقول : ما أحد يقرئ الفرائض إلا وهو تلميذي ، أو تلميذ تلميذي وقد أخذ الناس عنه طبقة بعد طبقة ، بل وأخذت عنه طبقة ثالثة.
ولم يزل « عمر بن رسلان » متفردا في جميع العلوم حفظا ، وسردا لها حتى
__________________
(١) انظر الضوء اللامع ج ٥ ، ص ٨٨.
(٢) انظر الضوء اللامع ج ٥ ، ص ٨٨.