وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القراءات ، والقرآن الكريم ، وذاع صيته بين الناس ، واشتهر بالثقة وحسن الأداء ، وأقبل عليه الطلاب ينهلون من علومه ، ومن الذين قرءوا عليه بمصر : « أبو القاسم الهذلي ».
لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « محمد بن عبد الله ».
ومن شيوخ « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : محمد بن الحسين بن محمد بن آذر بهرام ، أبو عبد الله الكارزيني : بفتح الكاف ، والراء ، وكسر الزاي ، وهي نسبة إلى « كارزين » وهي من بلاد فارس ، مما يلي البحر ، وقد نسب إليها عدد من العلماء (١).
وهو إمام مقرئ جليل ، انفرد بعلوّ الإسناد في وقته ، وأثنى عليه الكثيرون من العلماء ، وفي هذا يقول « الحافظ الذهبي » : « هو مسند القراء في زمانه ، تنقّل في البلاد ، وجاور بمكة المكرمة ، وعاش تسعين سنة أو دونها ، لا أعلم متى توفي ، إلا أنه كان حيّا في سنة أربعين وأربعمائة ، سألت « الإمام أبا حيان » عنه ، فكتب إليّ إمام مشهور لا يسأل عن مثله » (٢).
أخذ « محمد بن الحسين الكارزيني » القراءة عن عدد من علماء القراءات ، وفي مقدمتهم : « الحسن بن سعيد المطوعي » ، وهو آخر من قرأ عليه.
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن ، وحروف القراءات ، واشتهر بالثقة ، وصحة الإسناد ، وتزاحم عليه الطلاب يأخذون عنه ، وينهلون من علمه ، ومن الذين قرءوا عليه : « أبو القاسم الهذلي ، وأبو عليّ غلام الهرّاس » وغيرهما كثير.
__________________
(١) انظر الأنساب للسمعاني ج ٥ ، ص ١٢.
(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ، ص ١٣٣.