ومن شيوخ « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : « محمد بن الحسين بن محمد أبو طاهر الحنائيّ الدمشقيّ ». وهو من خيرة القراء ، ومن الثقات المشهورين ، ومن الأئمة المعترف بمنزلتهم في هذا العلم الجليل.
أخذ « محمد بن الحسين » القراءة على عدد من العلماء الثقات ، وفي مقدمتهم : « أبو علي الأهوازي ، ومحمد بن أحمد بن خلف الفحّام ».
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن ، واشتهر بين الخاص والعام وأقبل عليه الطلاب من كل مكان ، وفي مقدمة من قرأ عليه : « أبو القاسم الهذلي » فقد قرأ عليه بدمشق.
لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة « محمد بن الحسين ».
ومن شيوخ « أبي القاسم الهذلي » في القراءة : « محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن هلال ، أبو بكر السلمي الجبني » شيخ القراء بدمشق ، ولد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة ، في بيت علم ، إذ كان والده يؤم بمسجد « تل الجبن » بدمشق ، ولهذا قيل له : « الجبني ».
أخذ « محمد بن أحمد » القراءة عن خيرة العلماء الأجلاء ، وفي مقدمتهم : « والده » رحمهما الله تعالى ، وجعفر بن أبي داود ، وغيرهما.
احتل « محمد بن أحمد » مكانة سامية بين العلماء مما جعلهم يثنون عليه ، وفي هذا يقول عنه شيخه « أبو علي الأهوازي » : « وما خلت دمشق قطّ ، من إمام كبير في قراءة الشاميين ، يسافر إليه فيها ، وما رأيت بها مثل « أبي بكر السّلمي » من ولد « أبي عبد الرحمن السلمي » إماما في القراءة ، ضابطا للرواية ، قيّما بوجوه القراءات يعرف صدرا من التفسير ، ومعاني القراءات ، قرأ على سبعة من أصحاب « الأخفش » له منزلة في الفضل ، والعلم ، والأمانة ، والورع ،