قال صاحبه أبو عمر أحمد بن مهدي المقرئ : « كان مكي بن أبي طالب من أهل التبحر في علوم القرآن والعربية ، حسن الفهم والخلق ، جيّد الدين والعقل ، كثير التأليف ، في علوم القرآن ، محسنا مجوّدا ، عالما بمعاني القراءات ، أخبرني أنه سافر إلى « مصر » وهو ابن ثلاث عشرة سنة ، وتردد إلى المؤدبين بالحساب ، وأكمل القرآن ، ورجع إلى القيروان ، ثم رحل فقرأ القراءات على « طاهر بن غلبون » سنة ست وسبعين وثلاثمائة ، وقرأ بالقيروان أيضا بعد ذلك ، ثم رحل سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة وحج ، ثم حج سنة سبع وثمانين ، وجاور ثلاثة أعوام ، ودخل الأندلس سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة وجلس للإقراء بجامع قرطبة ، وعظم اسمه ، وجلّ قدره » اهـ (١).
تلقى « مكّي بن أبي طالب » العلوم المختلفة على خيرة العلماء بالقيروان ، ومصر ، ومكة المكرمة. فمن شيوخه الذين أخذ عنهم « بالقيروان » الحافظ أبو الحسن القابسي وهو من جلة شيوخه ، وكان موضع الإجلال ، أخذ عنه « مكي » القراءة والحديث ومن شيوخه « بالقيروان » « أبو محمد بن أبي زيد ».
انتهت إليه رئاسة المذهب المالكي بالمغرب ، وذكر « القاضي عياض » أنه حاز رئاسة الدين والدنيا ، وكان يسمى مالكا الأصغر ، وقد تفقه عليه « مكي ابن أبي طالب » ت ٣٨٩ هـ.
ومن شيوخه « بمصر » « محمد بن علي أبو بكر الأدفوي ».
ذكر « الذهبي » أنه برع في علوم القرآن ، وكان سيّد أهل عصره ، وقد لزم « أبا جعفر النحاس » وروى عنه كتبه ، وأخذ القراءة عرضا عن « المظفر ابن أحمد بن سمعان ». وذكر « الإمام الداني » أنه تفرد بالإمامة في قراءة « نافع » راوية « ورش » ت ٣٨٨ هـ.
__________________
(١) انظر القراء الكبار ج ١ ، ص ٣٩٥. وطبقات القراء ج ٢ ، ص ٣٠٩.