ومن شيوخ « مكّي بن أبي طالب » بمصر « أبو الطيب طاهر بن غلبون » الذي يرجع إليه ضبط « مكي » للقراءة.
ومن شيوخه أيضا « أبو عديّ بن الإمام » أخذ عنه « مكي » رواية ورش. وكان لمجاورة « مكي » بمكة أثر واضح في تلمذته على بعض الشيوخ ولقائه إياهم ، ومن أبرزهم : « أحمد بن إبراهيم أبو الحسن العبقسيّ » مسند أهل الحجاز في وقته.
تصدر « مكّي بن أبي طالب » لتعليم القرآن وعلومه ، واشتهر بالثقة والضبط ، وحسن الأداء ، والأمانة ، وذاع صيته ، وأقبل عليه طلاب العلم ، يأخذون عنه ، ومن الذين أخذوا عنه القراءة القرآنية : يحيى بن إبراهيم بن البياز ، وموسى بن سليمان اللخمي ، وأبو بكر محمد بن المفرّج ، ومحمد بن أحمد ابن مطرف الكناني ، وعبد الله بن سهل ، ومحمد بن محمد بن أصبغ ، ومحمد بن عيسى بن فرج المغامي ، ومحمد بن محمد بن بشير ، وحازم بن محمد ، وأحمد بن محمد الكلاعي ، وهو قرطبي ، وكان مقرئا فاضلا ، عالما بالقراءات ، ضابطا لها ، له عدة مؤلفات » ت ٤٣٢ ه ، وصلى عليه شيخه « مكي ».
ومن تلاميذ « مكي » ابنه « أبو طالب محمد » وقد روى عن أبيه أكثر ما عنده ، وكان « أبو طالب » وافر الحظ من الأدب ، حسن الخطّ ، جيّد التقييد ، وكثير من مصنفات أبيه إنما كان تصنيفها عن طريقه ، ولي أحكام الشرطة وأمانة الجامع بقرطبة. ت ٤٧٤ هـ.
ترك « مكي » للمكتبة القرآنية والعربية عدة مصنفات مفيدة بلغت أكثر من ثمانين مصنفا ، قال رحمهالله : « ألفت كتابي » « الموجز في القراءات » بقرطبة سنة أربع وتسعين وثلاثمائة ، وألفت كتاب « التبصرة » بالقيروان سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة ، وألفت « مشكل الغريب » بمكة سنة تسع وثمانين وثلاثمائة ، وألفت « مشكل الإعراب » ببيت المقدس سنة إحدى وتسعين