ولما مات « الملك غياث الدين » رجع إلى وطنه القديم ، فدخل « حلب » فأقام بها نحو ثلاث سنين ، وكان دخوله إليها في جمادى الآخرة ، سنة خمس وعشرين وثمانمائة ، وأقام في « حانوت مسجد القصب ».
وانتهز هذه الفرصة فقرأ على « القاضي شهاب الدين الحنبلي » صحيح مسلم في سنة ثلاثين وثمانمائة.
ولما قدم « العلاء البخاري » سنة اثنتين وثلاثين وثمان مائة مع الركب الشامي من الحجاز انقطع إليه ولازمه في الفقه ، وعلوم البلاغة المعاني والبيان وغير ذلك حتى مات.
ومع أن « أحمد بن عرب شاه » برع في كثير من العلوم إلا أنه كان مع ذلك يقول الشعر ، ومن نظمه :
قميص من القطن من حلة |
|
وشربة ماء قراح وقوت |
ينال بها المرء ما يبتغي |
|
وهذا كثير على من يموت |
ومن نظمه أيضا :
فعش ما شئت في الدنيا وأدرك |
|
بها ما شئت من صيت وصوت |
فحبل العيش موصول بقطع |
|
وخيط العمر مقصود بموت |
ومنه أيضا :
وما الدهر إلا سلم فيقدّر ما |
|
يكون صعود المرء فيه هبوطه |
وهيهات ما فيه نزول وإنما |
|
شروط الذي يرقى إليه سقوطه |
فمن صار أعلى كان أوفى تهشّما |
|
وفاء بما قامت عليه شروطه |
احتل « أحمد بن عرب شاه » مكانة سامية بين الناس مما جعلهم يثنون عليه ويعترفون بفضله ، وفي هذا يقول « الإمام الشوكاني » : « وأشير إليه بالفضيلة ،