القراءات النافعة المفيدة ، ومن المراجع الأصيلة من علم القراءات ، إذ اشتمل على مائتين وخمسين رواية ، كما ألف رحمهالله تعالى كتاب « تهذيب الأداء في القراءات السبع » وهو أيضا من المراجع المفيدة.
أخذ « أبو الفضل محمد بن جعفر » القراءة على خيرة علماء عصره ، وفي مقدمتهم « الحسن بن سعيد المطوعي ».
تصدّر « أبو الفضل محمد بن جعفر » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة والضبط وحسن الأداء ، وأقبل عليه حفاظ القرآن من كل مكان ، وفي مقدمة من أخذ عنه القراءة « أحمد بن الفضل » وغيره كثير.
احتلّ « أبو الفضل محمد بن جعفر » مكانة سامية بين العلماء مما استوجب الثناء عليه ، وفي هذا يقول « الحافظ الذهبي » : كان « أبو الفضل » أحد من جال في الآفاق ، ولقي الكبار ». توفي « أبو الفضل » بعد حياة حافلة بالتصنيف والتأليف سنة ثمان وأربعمائة ، رحمه الله رحمة واسعة إنه سميع مجيب.
ومن شيوخ « أحمد بن الفضل » في القراءة : « محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده أبو عبد الله العبديّ الأصبهاني ، الحافظ الكبير ، وهو من القراء الثقات ، ومن أصحاب المؤلفات. قال عنه حجة القراء الإمام ابن الجزري رحمهالله تعالى : « محمد بن إسحاق ، إمام كبير ، جال الأقطار ، وانتهى إليه علم الحديث بالأمصار ، لا نعلم أحدا رحل كرحلته ، ولا كتب ككتابته ، فإنه بقي في الرحلة أربعين سنة ، وكتب بخطه فيها عدة أحمال ، ثم عاد إلى وطنه شيخا ، وقد كتب عن ألف وسبعمائة شيخ ، ومعه أربعون حملا من الكتب ، فتزوج بأصبهان ، ورزق الأولاد » (١).
أخذ « محمد بن إسحاق » القراءة عن عدد كبير من العلماء : فقد روى
__________________
(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢ ، ص ٩٨.