احتلّ « المعافى » مكانة سامية بين العلماء مما جعلهم يثنون عليه ، وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » : « كان « المعافى » من أعلم الناس في وقته بالفقه ، والنحو ، واللغة ، وأصناف الأدب ، ولي القضاء بباب الطاق » اهـ (١).
توفي « المعافى » سنة تسعين وثلاثمائة عن خمس وثمانين سنة.
رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه الله أفضل الجزاء.
ومن شيوخ « أحمد بن مسرور » : منصور بن محمد أبو الحسن القزّاز البغدادي ، وهو إمام مشهور ، ومن الثقات. أخذ قراءة « أبي عمرو البصري » عرضا عن « أبي بكر بن مجاهد » وهو آخر أصحابه موتا.
تصدّر « منصور بن محمد » لتعليم القرآن ، وفي مقدمة من أخذ عنه القراءة ، « أحمد بن مسرور » والحسن بن عليّ العطّار ، ولم يختم عليه ، ونصر بن عبد العزيز الشيرازي ، والحسن بن عليّ بن غالب الحربيّ.
تصدّر « أحمد بن مسرور » لتعليم القرآن ، واشتهر بالثقة ، واقبل عليه حفاظ القرآن ، ومن الذين قرءوا عليه : « أحمد بن عليّ بن عبيد الله بن عمر ابن سوار الأستاذ ، أبو طاهر ، البغدادي » ، وهو إمام كبير محقق مؤلف كتاب « المستنير » في القراءات العشر ، وهو من الثقات.
أخذ « أحمد بن عليّ » القراءة عن « الحسن بن أبي الفضل الشرمقاني ، والحسن بن عليّ بن عبد الله العطّار ، وعلي بن محمد بن فارس الخياط ، وعليّ ابن طلحة بن محمد البصري ، وأبي تغلب عبد الوهاب بن عليّ بن الحسن المؤدّب ، وفرج بن عمر الواسطي ، وأبي بكر محمد بن عبد الرحمن النهاوندي ، وعتبة بن عبد الملك العثماني الأندلسي ، ومنصور بن محمد التميمي ، وأحمد بن مسرور بن عبد الوهاب ، وعبد الله بن محمد بن مكّي ، وأبي الفتح عبد الواحد
__________________
(١) انظر طبقات القراء لابن الجزري ج ٢ ، ص ٣٠٢.