في كوچه خاك كنه ) بقرب من چهار سوق النوقان من جهة الغرب الشمالي وبقرب من قبر مير من جهة الشرق ومن الحسينية الكرمانية ( تكيه كرمانيها ) من جهة الشرق الجنوبي ـ المكان الذي قد أخبرتني والدتي أخيرا بعد ما سألتها عن مولدي : بأنك ولدت في بيت لم يكن بعيدا عنه ـ فما مضى الا القليل وقد قامت قيامتي إذ انتقل الى رحمة الله من حسنت تربيتي بعنايته وهو الفقيد السعيد الشيخ الكلباسي المتقدم ذكره وتغمده الله برحمته الواسعة فضاقت علي مدينة مشهد بل أظلمت الدنيا في عيني فما استطعت الا السفر كي استمر في دراستي فنزلت طهران سنة ونصفا تقريبا في مدرسة الحاج أبي الفتح في ميدان شاه وكان مدرس المدرسة وامام مسجدها آنذاك العلامة الحجة السيد مرتضى اللنكرودي ( ره ) وفي أثناء المدة كنت أتردد إلى قم وشهدت بعض الدروس لآية الله العظمى الحاج السيد آقا حسين الطباطبائي البروجردي ( ره ) في مسجد ( بالاسر ) ثم رجعت الى مشهد الرضا عليهالسلام بطلب من والدي وبعد مكث مدة توفي رحمهالله فجهزته وشيعته ودفنته بيدي في مقبرة ( گورستان ) گلشو في الشمال الشرقي لمدينة مشهد رضوان الله تعالى عليه.
وفي خلال هذه الفترات كنت اواكب أهل المنبر والخطابة في مهنتهم العظيمة فسافرت لأجل أداء هذه الرسالة الى بلاد شتى في ايران منها سرخس ونيشابور وجرجان ( استراباد ) ونواحي أخرى من خراسان وأخيرا سافرت الى مدينة يزد فقصدت بلدة والدتي ومولد آبائها وموطنهم : مهريز فقمت هناك بمهمة الوعظ والارشاد طيلة شهر رمضان ثم رجعت الى وطني ( مشهد ) وبعد مدة قليلة عزمت الرحلة الى العراق لتلقي الابحاث العالية الأصولية والفقهية فوصلها في نهاية الشهر الثامن من شهور العام ١٣٣٥ الشمسي الموافق ليوم ٢١ من الشهر ١١ من العام الميلادي ١٩٥٦ فاسرعت