مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ » (١) بالنعم عند المعاصي.
٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن بعض أصحابه قال سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن الاستدراج فقال هو العبد يذنب الذنب فيملى له وتجدد له عندها النعم فتلهيه عن الاستغفار من الذنوب فهو مستدرج من حيث لا يعلم.
______________________________________________________
وسع عليه في ذات يده فلم ير ذلك إدراجا فقد آمن مخوفا.
الحديث الثاني : مرسل.
« هو العبد » أي حال العبد ، والإملاء الإمهال قال تعالى : « وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ » (٢) وقال في مجمع البيان في قوله تعالى : « سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ » أي إلى الهلكة حتى يقعوا فيه بغتة ، وقيل : يجوز أن يريد عذاب الآخرة أي نقربهم إليه درجة درجة حتى يقعوا فيه ، وقيل : هو من المدرجة وهي الطريق ودرج أي مشى سريعا أي سنأخذهم من حيث لا يعلمون أي طريق سلكوا ، فإن الطرق كلها علي ومرجع الجميع إلى ، ولا يغلبني غالب ، ولا يستبقني سابق ، ولا يفوتني هارب ، وقيل : إنه من الدرج أي سنطويهم في الهلاك ونرفهم عن وجه الأرض ، يقال : طويت أمر فلان إذا تركته وهجرته ، وقيل : معناه كلما جددوا خطيئة جددنا لهم نعمة ، ولا يصح قول من قال : أن معناه يستدرجهم إلى الكفر والضلال ، لأن الآية وردت في الكفار ، وتضمنت أنه يستدرجهم في المستقبل ، لأن السين يختص المستقبل ، ولأنه جعل الاستدراج جزاء على كفرهم وعقوبة ، فلا بد أن يريد معنى آخر غير الكفر.
وقال : « وَأُمْلِي لَهُمْ » معناه وأمهلهم ولا أعاجلهم بالعقوبة فإنهم لا يفوتوني ولا يفوتني عذابهم « إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ » أي عذابي قوي منيع لا يدفعه دافع ، وسماه كيدا
__________________
(١) سورة الأعراف : ١٨٢.
(٢) سورة القلم : ٤٥.