لقد باتت الزهراء سلام الله عليها بعد وفات ابيها تقاسي الأحن والمصائب ، وجاش صدرها بالأحزان ، فلا يستريح قلبها ولا تسكن حركتها ، وأنشأ أمير المؤمنين علي عليهالسلام يرثي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم :
الموت لا والداً يبقى ولا ولدا |
|
هذا السبيل الى أن لا ترى احدا |
هذا النبي ولــم يخلد لأمته |
|
خلــد الله خلقـا قبله خلدا |
للموت فينا سهام غير طائشة |
|
لو من فاته اليوم سهم لم يفته غداً |
ومن الديوان المنسوب الى امير المؤمنين عليهالسلام في رثائه صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله :
ما غاض دمعي عند نائبة |
|
الا جعلتك للبـكا سـبـبا |
واذا ذكرتـك سامحتك به |
|
مني الجفون ففاض وانسكبا |
اني اجل ثرى حللـت به |
|
عن ان ارى لسواه مكتئبـا |
ومن الديوان المذكور في رثائه صلىاللهعليهوآلهوسلم :
أمـن بعد تكفيـن النـبـي ودفنـه |
|
يأتو بـه آسى علـى هـالـك ثـوى |
رزئنـا رسـول الله فينا فلـن ترى |
|
بـذاك عديلاً مـا حيينـا من الـردى |
فيا خيـر من ضم الجوانـح والحشى |
|
يا خيـر ميـت ضمه التراب والثـرى |
لقـد نـزلـت بالمسلميـن مصيبـة |
|
كصدع الصفا لا شعب للصدع في الصفا |
وضـاق فضاء الارض عنهم برحبـه |
|
لفقـد رسـول الله ذا قيـل قـد مضى |
فلـن يستـقيل الناس تـلك مصيبـة |
|
ولن يجبـر العظـم الـذي منهم وهـى |
وقالت الزهراء عليهاالسلام ترثيه :
قل للمغيـب تحت اطبـاق الثـرى |
|
ان كنت تسـمع صرختي وندائيـا |
صبـت علـي مصائـب لو انـها |
|
صبت على الايـام صرن ليـاليـا |