صلىاللهعليهوآله كان يقول : ( اننا معشر الانبياء لا نورث ما تركناه صدقة ) واني والله لا اغير شيئاً من صدقة رسول الله من حالها التي كان عليها (١) ثم قال لها : فأما ان كان ابوك قد وهب لك هذا المال فاني اقبل كلمتك في ذلك وانفذ ما امر به ، فأجابت فاطمة بان اباها لم يفض اليها بشيء من ذلك وانما اخبرتها ام ايمن بان ذلك كان قصده ، عند ذلك اصرّ ابو بكر على استبقاء فدك وخيبر وردهما الى بيت مال المسلمين (٢). الا ان الزهراء عليهاالسلام احتجت عليه بسندها عن القرآن الكريم بقوله : فقال عن نبي من انبيائه هو (زكريا) : (يرثني ويرث من آل يعقوب) وقوله تعالى : (وورث سليمان داود) وان ابا بكر قال لها يابنت رسول الله : انت عين الحجة ومنطق الرسالة لا يدل بجوابك ولا اوقعك عن صوابك ولكن هذا ابو الحسن بيني وبينك هو الذي اخبرني بما تفقدت وانبأني بما اخذت وتركت (٣)ويحسن بنا ان نلفت نظر القارئ الى ان ابا بكر قال : يا ابنة رسول الله والله ما ورث ابوك ديناراً ولا درهماً وانه قال : (ان الانبياء لا يورثون) فقالت : ان فدك وهبها لي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. قال : فمن يشهد بذلك فجاء علي بن ابي طالب فشهد وجاءت ام ايمن فشهدت ايضاً ، فجاء عمر بن الخطاب وعبد الرحمان بن عوف فشهدا ان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يقسمها ، فقال ابو بكر : صدقت يا ابنة رسول الله وصدق علي وصدقت ام ايمن وصدق عمر
__________________
(١) فاطمة الزهراء والفاطميون ، عباس محمود العقاد / ص ٥٧ و ٥٨.
(٢) حياة محمد / محمد حسين هيكل / ص ٣٢١.
(٣) المصدر السابق / ص ٥٨.