فورة الافك ، وخمدت نيران الكفر ، وهدأت دعوة الهرج واستوسق نظام الدين ، فأنى حرتم بعد البيان ، واسررتم بعد الاعلان ونكصتم بعد الاقدام ، واشركتم بعد الايمان ، بؤساً لقوم نكثوا ايمانهم وهموا باخراج الرسول وهم بدؤوكم اول مرة اتخشونهم فالله احق ان تخشوه ان كنتم مؤمنين ، الا قد ارى ان قد اخلدتم الى الخفض وابعدتم من هو احق بالبسط والقبض ، وركنتم الى الدعة ونجوتم من الضيق بالسعة ، فمججتم ما وعيتم ودسعتم الذي تسوغتم ( فان تكفروا انتم ومن في الارض جميعاً فان الله لغني حميد ). لا وقد قلت ما قلت على معرفة مني بالخذلة التي خامرتكم والغدرة التي استشعرتها قلوبكم ، ولكنها فيضة النفس وبثة الصدر ونفثة الغيظ ، وتقدمة الحجة ، فدونكموها فاحتقبوها دَبِرة الظهر ، نَقِبة الخف ، باقية العار ، موسومة بغضب الله وشنار الابد ، موصولة بنار الله الموقدة ، التي تطلع على الافئدة ، فبعين الله ما تفعلون ، ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) وأنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد ( فاعملوا انا عاملون وانتظروا انا منتظرون ) فأجابها ابو بكر عبد الله ابن عثمان قال :
يا ابنة رسول الله لقد كان ابوك بالمؤمنين عطوفا كريما رؤوفا رحيما وعلى الكافرين عذاباً اليما وعقاباً عظيما ، فان عزوناه وجدناه اباك دون النساء واخا ألفك دون الاخلاء ، آثره على كل حميم وساعده في كلّ شقي فانتم عترة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الطيبون والخيرة المنتجبون ، على الخير ادلتنا والى الجنة مسالكنا ، وانت ياخيرة النساء وابنة خير الانبياء صادقة في قولك سابقة في وفور عقلك غير مردودة عن حقك ولا