وكفّنها في سبعة اثواب ثم صلى عليها وكبر خمساً ودفنها في جوف الليل وعفى قبرها. ولم يحضر دفنها والصلاة عليها الا علي والحسنان ونفر من بني هاشم وخواص علي عليهالسلام (١). وان علياً عليهالسلام افاض عليها من الماء ثلاثاً وخمساً وجعل في الخامسة شيئاً من الكافور ، وكان يقول : اللهم انها امتك وبنت رسولك وخيرتك من خلقك (٢).
اما بخصوص مدفن الزهراء عليهاالسلام فهناك روايات عديدة ، لعل اقربها الى الصواب هو الحرم الشريف النبوي في المدينة المنورة. يقول الرحالة السر تشارلز بورتون الذي زار المدينة المنورة في ١٨١٤ بعد وصفه للبقيع :
(ويبدو ان المؤرخين المسلمين يبتهجون بالغموض الذي يكتنف مدفن السيدة فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، فبعضهم يذكر انها دفنت في الحرم الشريف ويستند في ذلك الى الرواية التي تقول انها حينما علمت بدنو اجلها قامت فرحة مستبشرة فغسلت الغسل الكبير ولبست ملابسها النظيفة ، ثم فرشت حصيرة على ارض بيتها الواقع بقرب الرسول ، وتمددت مستقبلة القبلة فوضعت يدها تحت خدها ، وقالت لمن حضر بقربها : لقد تطهرت ولبست ثيابي الطاهرة ، فلا تسمحوا لأحد بأن يكشف عن جسدي بل ادفنوني حيث انا .. وحينما عاد علي وجد زوجته قد توفيت ، ونفذت رغبتها الاخيرة ، وكان عمر بن عبد العزيز يعتقد بهذه الرواية فألحق الغرفة تلك بالمسجد ، ولذلك فالاعتقاد العام في الاسلام هو ان
__________________
(١) المجالس السنية / محسن الامين / ج٥ / ص ١٢١ ـ ١٢٣.
(٢) بحار الأنوار / للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي / ج ١٨ / ص ٢٦٣.