زواج النبي صلىاللهعليهوآله
تزاحمت سراة قريش واعيانها على طلب يد خديجة بنت خويلد والتقرب اليلها. ولم يجهل الرسول الكريم محمد صلى الله عليها وآله وسلم حقيقة واقع المرأة وميزانها ، فأختيارٌ للسيدة خديجة اختيار جد مناسب ، وذلك لما جبلت عليها من مكارم في الاخلاق وشرف في النسب وطهارة في السيرة ، وكان الله قد اغدق عليها مالاً وفيراً وجاهً رفيعاً ، خاضت ادواراً مهمة في التجارة ، تسيّر القوافل المحملة بالبضائع على اختلاف انواعها من الحجاز الى الشام وتشتري من هناك بأثمانها بضائع اخرى تعود بها الى مكة. ومما يجدر التنبيه له ان خديجة كانت قد تزوجت قبل ان يتزوجها الرسول الكريم محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم برجلين الأول هو هند بن زرارة التميمي وكان سيداً على جاه وغنى (١) فأنجبت له هالة وهنداً ، وقد سمتهما بأسماء الاناث على عادة العرب من وضعهم اسماء الاناث للذكور وقاية من الحسد. وهالة أدرك الاسلام وكانت له صحبته ، واما هند فقد طالت
__________________
(١) مثلهن الاعلى خديجة بنت خويلد / الشيخ عبد الله العلايلي / ص ٣٥.