صحبته ، وكان وصافاً روى عنه الحسن ابن اخته فاطمة عليهماالسلام حديث وصف للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو ابلغ ما روى ، وقتل مع علي عليه عليهالسلام يوم الجمل. وكان يفخر ويقول انا اكرم الناس اباً واماً واخاً واختاً ، ابي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لانه زوج امه ، وامي خديجة واخي القاسم واختي فاطمة عليهاالسلام وقيل انه مات بالطاعون في البصرة. اما الزوج الثاني لخديجة فكان عتيق بن عائذ من سادات مخزوم واجوادها فرضيت به ، ولما كان ابوها خويلد وعمها عمر بن اسد رغبا مع الراغبين في تزويجها لأنهما شيخان تقدمت بهما السن وخديجة بحاجة لمن تعيش بكنفه وتستظل بظله من حوادث الدهر ونكباته فاختير لها عتيق فأنجبت له طفلة اسمها هند (١) وقد ادركت الاسلام وكانت لها صحبته وتزوجت صيفي المخزومي ، بيد ان خديجة رزئت بهذا الزوج وفجعت وانتابها الالم الممض ، ومما زاد من مصابها ان الموت اختطف اباها خويلد ايضاً ، فلم تيأس ولم يسيطر عليها الحزن ، شأنها شأن الكثيرات من النساء فعزفت عن الزواج فترة طويلة حتى بلغت سن الاربعين ، فكان زواجها هذه المرة من سيد المرسلين وحبيب إله العالمين وخاتم النبيين محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم. لقد كان زواجاً ميموناً يخفق وجداً وحناناً ، ويشمخ كبرياءً ويزداد رعاية وفهماً وحسن تبصر ، اتفق الطرفان وتهيأ الجو المناسب للقيام بالمسؤولية. وبلغ النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم عند زواجه بالسيدة خديجة في الخامسة والعشرين من عمره ، فمن كتاب السيرة من يقول انها كانت في الاربعين او في
__________________
(١) المصدر السابق / ص ٣٨.