ـ٦ ـ
اجتاز الامام عليهالسلام يوماً في بعض ازقة المدينة فسمع رجلاً يسأل الله ان يرزقه عشرة الاف درهم ، فانطلق عليهالسلام الى بيته ، وارسلها اليه في الوقت.
ـ٧ ـ
خرج الامام عليهالسلام هو واخوه الحسين وابن عمهما عبد الله بن جعفر من ( المدينة ) قاصدين الحج ، وفي اثناء الطريق اصابهم جوع وعطش ، وقد سبقتهم اثقالهم ، فانعطفوا على بيت قد ضرب اطنابه في وسط تلك البيداء القاحلة ، فلما وصلوا الى البيت لم يروا فيه الا عجوزاً فطلبوا منها شراباً وطعاماً. فتقدمت اليهم بشاة قائلة : دونكم هذه الشاة فاحلبوها واشربوا لبنها. فلما فعلوا ذلك تقدمت اليهم مرة اخرى قائلة : اقسم عليكم الا ما ذبحها احدكم حتى اهيئ لكم الحطب لشيئها. ففعلوا ذلك ، وهيأت العجوز الحطب ، وبعدما اكلوا وفرغوا تقدموا اليها قائلين :
( يا أمة الله ، انا نفر من قريش نريد حج بيت الله الحرام ، فإذا رجعنا سالمين فهلمي الينا لنكافئك على هذا الصنع الجميل ) مضت الايام والليالي والشهور والسنوات حتى اذا اعترى البادية ازمة شديدة على اثر انقطاع المطر وفقدان العشب والقوت .. رحلت العجوز بصحبة رب البيت الى (المدينة) ولم يجدا عملاً يحيطان به خبراً سوى التقاط البعر من الطرقات والشوارع ، فاتخذا ذلك مهنة لهما. وفي يوم من الايام ـ وهما على عملهما ـ لمح الامام الحسن عليهالسلام العجوز فعرفها ، فأمر غلامه ان يأتي بها اليه ، فلما مثلت بين يديه قال لها الامام عليهالسلام : ( اتعرفيني يا