لولا الذي كان من اوائلكم |
|
انت علينا الجحيم منطبقة |
فخرج الحسين عليهالسلام ورأى عليه اثر ضر وفاقة وأمر قنبراً باتيان النفقة المتبقية حينذاك وهي اربعمائة درهم فاتى بها وتناولها الامام منه وفتح الباب قليلاً ودفعها الى الاعرابي السائل وانشأ يقول في جوابه :
خذهـا فـانـي اليك معتـذر |
|
اعلم بأني عليك ذو شفقة |
لو كان في سيرنا الغداة عصا |
|
انت سمانـا عليك مندفقة |
لكن ريب الزمـان ذو غِـيرَ |
|
الكـف منـا قليلة النفقة |
فأخذها الاعرابي ومضى وهو يقول : ( الله اعلم حيث يجعل رسالته ) (١).
اجل كان الحسين عليهالسلام يشبه جده واباه خلقاً وخُلقاً ، وعلماً وادباً وبلاغة وفصاحة وكرماً وسخاء وشجاعة وشهامة ، ومن فضائله ومناقبه ايضاً ما ذكره صاحب ( الاعيان ) فقال : جاء اعرابي الى الحسين عليهالسلام فقال : يابن رسول الله قد ضمنت دية كاملة وعجزت عن ادائها ، فقلت في نفسي اسأل اكرم الناس وما رأيت اكرم من اهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال الحسين عليهالسلام : يا أخا العرب أسألك عن ثلاث مسائل فان اجبت عن واحدة اعطيتك ثلث المال وان اجبت عن اثنتين اعطيتك ثلثي المال وان اجبت عن الكل اعطيتك الكل فقال اعرابي : يابن رسول الله أمثلك يسأل مثلي وانت من اهل العلم والشرف ، فقال الحسين عليهالسلام : بلى سمعت جدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : المعروف بقدر المعرفة ، فقال الاعرابي : سل
__________________
(١) سمو المعنى في سمو الذات / عبد الله العلايلي ص ١٤٦.